مستعمرة الكوشيين السودان وعلاقتهم باليهود والترك والفرس والسبئيين

الكوشيون ليس أسم لمجموعة عرقية أو قبيلة بل هو أسم لنظام وفئة مستعمرة لجنوب وادي النيل ظهر عام 785 ق م. والكوشيون ليس لهم أي علاقة بممالك وشعوب جنوب وادي النيل ومنهم الكرميين. شعب ممالك حضارة كرمة من الشلال الأول وحتى السادس أسمهم الحقيقي الصحيح هو الكرميون. الكرميون يعرفوا اليوم بالنوبيون حسب المصطلح الروماني الذي ظهر متأخر جدا. والكوشيين ليس لهم أي علاقة بالنوباويين وهو مصطلح أقدم من النوبيين وأطلقه الكوشيين على قبائل كردفان وقصدوا به الإساءة لهم بوصفهم بالرقيق والخدم

غزي تحالف 4 مجموعات (تركمنغول وعموريين وبربر وفولاني أسود) كل جنوب وادي النيل قادمين من الغرب. والدافع هو أن هكسوس شمال إفريقيا وخاصة المتواجدين في ليبيا إنقطعوا عن الهكسوس الذين فروا شرقا مع طرد المصريين لهم في 1523 ق م. فقام هكسوس ليبيا ومعهم البربر بالإلتفاف حول مصر جنوبا عبر جنوب وادي النيل وكذلك ذهبوا شمالا عبر المتوسط للأناضول (وهم طروادة السادسة)

الكوشيين هم عصابات أجنبية صغيرة العدد ظهرت لأول مرة عام 1500 ق م نتيجة طرد المصريون للهكسوس من شمال مصر. تكون الكوشيين من عصابات من شرق وغرب آسيا (وهما الاثنين معا عرفوا بالهكسوس) ومعهم بربر شمال إفريقيا وأضافوا لهم مجموعة من رقيق ومرتزقة منتزعين من قبائل شعوب غرب إفريقيا. فبعد تخطي الهكسوس لمصر إلى شمال إفريقيا تحالفوا مع مجموعات من بربر ومعا أغاروا على شعوب وقبائل غرب إفريقيا وإسترقوا منهم أعداد كبيرة في مناطق متباعدة. بهذا الرقيق كون الهكسوس والبربر زرائب تضم رقيق أسود ليعرفوا لاحقا بالفولاني الأسود التابعين للفولاني الأصفر. والفولاني الأصفر هم فقط عصابات شرق وغرب آسيا التركمنغول الأكاديين والعموريين من الشام والأردن وأضيف لهما مجموعة من بربر شمال إفريقيا. وأصبح لهم دور داعم للنصف الثاني للأسرة 18 الغريبة الأطوار

لذلك السود الظاهرين في صور الكوشيين في الآثار المصرية هم ليسوا من شعب ممالك حضارة كرمة ولا من أي من شعوب جنوب وادي النيل. بل السود أي السودان لاحقا هم من عصابات ورقيق الكوشيين من غرب إفريقيا ومن رقيق جنوب وادي النيل وجواره. والكوشيين السود الأوائل هم من غرب إفريقيا بينما الرقيق الأسود للكوشيين فهم منتج لاحق مكون من عدة أصول مختلفة منهم المحلي ومنهم من الجوار من تشاد وإفريقيا الوسطي. ولا يجوز أبدا الخلط بين الكوشيين والكرميين وكذلك بين الكوشيين الحكام ومن وقعوا في إحتلالهم

وعصابات الكوشيين الأصفر والأسود ورقيقهم الأسود بدء غزوهم بعصابات صغيرة عدة لجنوب وادي النيل عام 1500 ق م. وأسقطت عصابات الكوشيين ممالك حضارةكرمة وكل جنوب وادي النيل عام 1000 ق م. وبعدها دخل كل جنوب وادي النيل في الفوضى والرق والنهب والعنف بيد تلك عصابات لمدة 215 سنة لا يعرف لها تاريخ. وتزامن ذلك مع إحتلال السبئيين للعرب والتيجراي في بلاد بونت

ثم في 785 ق م غلبت عصابة واحدة منهم باقي العصابات وأعلنت قيام كوش وأعلن شخص لا يعرف له نسب ولا تاريخ ولا أصل أسمه أو لقبه الأرا نفسه ملك كوش بغرض غزو وإحتلال مصر بالأسرة 25 وذلك لإسقاط الأسرة 24 المصرية (التي حرق آخر ملوكها وهو حي) والتي هزمت وطردت الأسرة 23 من هكسوس ليبيا والأسرة 22 من هكسوس الشرق. الأسرة 26 المصرية طردت الكوشيين وهكسوس الشام

وهكسوس الشرق هم الذين عرفوا أولا فور طردهم من مصر عام 1523 ق م بعدة عصابات ومسميات منهم العبرانيين والميتاني والكيشيين والمكارب. ثم قام هكسوس الشرق في حوالي 600 ق م بإعادة تسمية أنفسهم ليظهر منهم اليهود والبابليين والأكراد والأعراب والسبئيين

عصابات الكوشيين الأصفر والأسود الصغيرة سيطروا على كل قوميات وقبائل وأقاليم جنوب وادي النيل منذ قيام كوش عام 785 ق م وحتى سقوطهم بيد الإمبراطور عيزانا عام 350 ميلادي. وضعفت تلك العصابات ولكن لم ينتهي تأثيرهم خلال فترة ممالك الشلالات النيلية المسيحية. وعاد نفوذ عصابات الكوشيين الأصفر والأسود خلال فترة غزوات وتوسعات العباسيين التركمنغول والمماليك (1261–1517 م) والمستعمرات المصاحبة لهم نتيجة لازدياد أعمال النهب والحوجة للرقيق والمرتزقة في مستعمرات العباسيين. وهذا مما جعل الكوشيين الأصفر في جنوب وادي النيل يدعوا نسب عباسي وعربي وشريف ومنهم تكونت حكام مجموعات جعليين مدعية نسب عباسي

وتزامن تحرير إسبانيا والبرتغال (أيبيريا) من عصابات شرق وغرب آسيا التركمنغول والعموريين ومعهم البربر فيما أطلقوا عليه الأندلس عام 1492 م مع قيام مستعمرة العثمانية الكبيرة (1453–1683). ونشطت العصابات المطرودة من أيبيريا مرة أخري في نهب ورق شمال وغرب إفريقيا. وبذلك ظهرت موجة جديدة من الفولاني الأصفر والأسود وغزوا جنوب وادي النيل مرة أخري. وهذا الغزو شكل في عام 1500 ميلادي فئات محتلة هم حكام ما أطلق عليهم الفور والفونج والمسبعات والبني عامر هم خليط من الفولاني الأصفر القديم والجدد

ظهر المماليك (1250 – 1517) ومعهم بدايات العثمانية الأولي (1299–1453) وصاحب ذلك عصابات تركمنغول عديدة من ومنهم ترك ويهود وفرس وكونوا غوريون (879 – 1215) فاطمية (909 – 1171) سلجوقية (1037 – 1194) صفارية (861 – 1003) زيادية (819 – 1019) طولونية (868-905) مغول (1206 – 1368) زيرية (973 – 1146). وسقط المماليك ليحل محلهم عثمانية كبيرة (1453–1683) وعثمانية أخيرة (1683–1922) وكل تلك العصابات هم خليط ترك وفرس ويهود

الكاتب: مهندس طارق محمد عنتر

About Tarig Anter: I am interested in Middle East & Punt Lands History & politics. A history scholar with deep insights & discoveries for history revisionism. Egyptian & Sudanese; ancient Kerma-modern Nubia local nation/tribe; resident of Egypt. Political non-ethnic nationalist; Anti-globalism; Anti-liberal democracy. Retired civil engineer; business interests include: creation & trading turn-key businesses; optimum-cost housing; development of appropriate technologies; computer; and small finance. https://www.facebook.com/tarig.anter; https://twitter.com/AnterTarig; https://t.me/realnations

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.